العراق …… سيد الاوطان

نوار الاسدي

و رفضتُ حتى الكلمات !
كيف في ساحاتِ الترابِ تتألقُ هذه الحروف ؟!
علّمني حُبكَ يا وطني أنّ في كل الباسقات عطاء، وأيّ عطاء ؟! لجروح الكبرياء أم لألحان السنابل؟ مثلما تبذُر حباتِ قمحٍ في حنايا الأرض، في صليل السّيف ترفع هاماتُ الرجال رايةَ الشمسِ أنكَ يا وطني سيّد الأرض وشموخ الطالعين الصاعدين .. مجداً تألّق في كل النجوم ! في محراب الوطن، لبيك يا عراق .. ولا سواك وارف الظلال، يانع الثمر، أقولُ نذرتُ نفسي عاشقاً مخلصاً، أحبّ الطيبين الطاهرين، نذرتك للتاريخ يا وطني، عزّاً باذخاً وشذّى عِطرك فّواح في كلّ الأرجاء على كل الروابي والسهول عظيمة هذه الأيام تدفعها أيامٌ مضتْ كنت فيها خالداً، عصراً ذهبياً وزّعتَ شذاك نحو الشرق حيث الشمس تشرق ومددتَ يداً نحو الأندلس حيث الشمس تغيب. وها أنت بعد الحضارات ترنو إلى مستقبل يضيء للإنسان فجر حياته فإنبجست من رحم الأرض عيونٌ صافيات رائقات كي ينداح قرار الظالمين والمستبدين، فكانت أعمدة التاريخ ! وكنت الذي بنيتها وسطّرتَ حروف النور فوق جباهها، لا تسألوا ما هذا الشموخ في ارض الحضارات .

إِنَّ فــــي أَضــــلاعِــــنـــا آفـــئِدَةً تَـعـشَـقُ المَـجـدَ وَتَـأبى أَن تُضاما

مهراً لعينيك يا وطن الأقلام والبنادق، والتاريخ والخنادق، والهامات العاليات والسفوح والجبال الشامخات، فأنت في القلب والروح ! حنانيك علمني الا أعرف الا اسمك ! فيا مَنْ يحيا اذا مات الجميع، ويا من غاب في الفؤادُ متوجاً بالنصر والكواكب، ما أعظمكَ سطراً خُطّ في لوح الوجود ! وما أروع الجمال مُرّخماً من فتحة الجرح في شظايا السنين ! ومنذ السنين والحنين والكلمات مخنوقة تتلقفها العيون، شوقاً للميلاد، هزّتها كل الأعاصير والغضب، صهَرَتها سيول الصمت والدّم حتى حان فجرها وشعاعها ! مسكينةٌ تلك الحروف، تحسب الدنيا نهاراً ! وما ذاك إلا من سناك ! أنها الجزء الذي لا يتجزأ مِن ضمير الحبّ والحياة، من شذّى حب العراق لم نزل في الساح، لكنّا عبرنا وكبرنا وفهمنا ! لم نزل في هذه الدنيا بأبعاد الحقيقة تمنح الخير والأنوار الأبناء الحقيقة.
نهجنا هذا، هذا الطريق نحن والآباء عبدنا مداهُ ، وسرينا للشمس نكتبُ علاماتِ الطريق سيّد الأوطان في كلّ الشّفاه، كلّ شهم يأخدُ في الدنيا طريقه، أرضنا هذه زرعناها، فكراً وحباً ونزعنا مِن كلّ النفوس رداء الخيبة والانكسار، فإذا ما بدا كلّ مستحيل وجدنا رجالاً ترفض حروف الالتواء، وتقيسُ الأزمان كيف نبني وطناً مِنهُ بدأنا وإليه سنعود ! هكذا نحنُ شاء الآخرون أم أبوا، فأمُة التضحيات تصنع المستحيل، تصنع النصر نجوماً وكواكب نحن لا نملك الا نظرةً في علم ! ومفتاحاً لكلِ أدب وشعاعاً لكل خُلق، نحن من يبني بيوت السعداء في أرض الحضارات !
فيا وطناً أضاءَ الظلمات !
ويا وطناً أحضانه، دجلة والفرات !
سلاماً … سلاماً !

آخر الأخبار