حكايتي مع كورونا ١٩ والمتحورة

اشرف الدهان

فيروس كورونا شديد وصعب المراس، ولكنه في ذات الوقت سهل لمن سهّله الله عليه، الأمر يحتاج استعانة بالله والأخذ بالأسباب، ولنتذكر قول المصطفى الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ”، فكثير من الناس تضيع صحته بغير فائدة، وفراغه في غير منفعة، صحيح الجسم معافى في بدنه، وعنده فراغ ولكن لا يستعمل ذلك فيما ينفعه، وفيما يقربه من الله، وفيما ينفعه في الدنيا، فهذا مغبون في هاتين النعمتين.

وكما يقولون: “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى”، فمن فقد الصحة، فقد الراحة، وعاش مريضاً ومكتئباً. وهناك من يملك المال الوفير، ولكن يفتقد الى الصحة والعافية، فالمال دون صحة لا يفيد شيئاً، فالمستشفيات مكتظة بالمرضى. نسأل الله العفو والعافية.

أسأل الله أن يقوينا على طاعته، ويأخذ بأيدينا إليه، وإنها لفرصة لكي نصحح المسار، ونحسّن علاقاتنا مع الله عز وجل، ومع الناس. وما ذلك على الله بعزيز، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.

متى بدأت آثار كورونا؟

في الحقيقة حديثي في هذا الشأن من أجل أخذ العبرة والعظة، والاستفادة من خبرات الآخرين لعل فيها النفع للناس، وما توفيقي إلا بالله.
اصبت بفايروس كورونا مرتين الاولى بداية شهر تشرين الاول٢٠٢٠ في احدى الدول العربية لمخالطتي مصاب وعرفت بذلك عن طريق تطبيق الكتروني فشعرت كأنني مصاب بنزلة برد، فلم آخذ الموضوع على محمل الجدّ، ولكن في اليوم التالي زادت المسألة، بارتفاع درجة الحرارة، ورعشة في الجسم، فأخذت مخفضاً للحرارة، وشربت العديد من السوائل الساخنة، وتكرر نفس الكلام في اليوم التالي فعلى الفور صار لزاما الذهاب لعمل اختبار كورونا.

وحين وصلت إلى المستشفى كان التوقيت ولم يكن هناك زحام، وفي الحقيقة وجدت اهتماماً ونظافة فائقة، وأخذوا المسحة، وقالوا بعد ساعات قليلة ستصلك النتيجة على الموبايل.
وكان العاملين في المستشفى يتعاملون معي بكل أدب واحترام ويدعون لي بالشفاء.

وقبيل عصر اليوم اتصل رقم أرضي على تليفوني واذا بصوت ممرضة سلمت وقالت نتيجة فحصك فتبسمت وقلت الحمد لله وأملت علي بعض النصائح والدعوة لإستخدام علاجاً لكورونا، عبارة عن كورس مكثف لمدة 6 أيام، فانتظمت في تناوله، وبدأت العزل في المنزل، والأمور تسير بين ارتفاع الحرارة أحياناً، والرعشة أحياناً أخرى حتى امضيت ايامي ال١٤ بمتابعة وإشراف لزوجتي وبعدها اجريت مسحة وكانت الحمد لله سلبية.
بعدها مارست حياتي طبيعيا مابين الحذر واللامبالاة بذريعة اني مصاب ولن أصاب مرة اخرى حتى ظهرت لي اعراض اصابة جديدة في الاسبوع الاول من شهر شباط ٢٠٢١ في بغداد وعلى الاغلب انتقلت لي العدوى خلال رحلة جوية لبغداد على متن طائرة الخطوط الجوية العراقية CRJ-900 والتي لا احتياطات وقائية على متنها وخاصة التباعد وايضا عند نقل المسافرين لصالات المطار بباص يتم حشر المسافرين به حشرا دون مراعاة للوضع الوبائي وهنا ندعو القائمين على ذلك مراجعة الاجراءات الوقائية حفاظا على سلامة الجميع.
على الفور قمت بإجراء مسحة جديدة وظهرت نتيجتها موجبة لأبدأ رحلتي الجديدة مع هذا الفايروس اللعين ومع ارتفاع درجة الحرارة.
وبدأت بالحجر المنزلي مع الاستمرار بأخذ كورس علاجي ساعدني به اخ وصديق تربطني به علاقة متينة وهو الدكتور جاسم الفلاحي وكيل وزارة الصحة لشؤون البيئة الذي استطيع وصفه بكلمة ملاك رحيم يمشي على الارض ومتابعة لوالدي حفظهما الله على مدار الساعة بقياس الحرارة، ونسبة الأوكسجين، وهذا الأمر يستمر ثلاث مرات يومياً والاهتمام بوجبات طعام صحية وعلاج، عبارة عن حبوب وأحياناً محلول مضاد حيوي، مع عمل أشعة لمنطقة الصدر .
وهنا تفاجئت بشي ابهرني وافرحني ألا وهو زيارة فريق طبي لي للبيت من طبيبة وممرضة اجرو فحوصات وزودوني بعلاج على بساطته لكن الخطوة مفرحة ولها الاثر في النفس .
الحمد لله امضيت ايامي بحذر لأبقى قويا متماسكا مؤمنا بقضاء الله وقدره

نصائح مهمة

لا يغني حذر من قدر، فما كان لك سوف يأتيك، فقد كنتُ حريصاً، في الأخذ بالأسباب، والابتعاد عن التجمعات البشرية، بقدر المستطاع ولكن قدر الله وما شاء فعل.

ومع هذا لا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة، والسعي إليها، لأننا مأمورون بالأخذ بالأسباب (فأتبع سبباً) (الكهف: 85) و ملاحظاتي على الموجة الحالية من واقع مايحيط بي وقرأءتي هنا وهناك انها شديدة الانتشار، شديدة العدوى، غالباً تؤثر على كل أفراد البيت (حجم عائلي)، تؤثر على كل الأعمار حتى في الشباب واعتقد أننا سنمر بقادم شديد القسوة، ربنا يحفظ الجميع.

الماسك (الكمامة)، والتباعد، وغسيل الأيدي، والابتعاد عن الأماكن المغلقة قدر الإمكان، رسالة مهمة للجميع، الماء الساخن الذي تشربه مفيد جدا.

لكن فيروس كورونا هذا مخفي خلف الجيوب الأنفية للأنف لمدة 3 إلى 4 أيام، الماء الساخن الذي نشربه لا يصل إلى هناك، بعد 4 إلى 5 أيام، يصل هذا الفيروس المختبئ خلف الجيوب الأنفية إلى رئتيك، ثم تجد صعوبة في التنفس.

لهذا السبب من المهم جداً استنشاق البخار الذي يصل إلى الجزء الخلفي من الجيوب الأنفية، عليك أن تقتل هذا الفيروس في الأنف بالبخار. فعند 50 درجة مئوية، يصبح هذا الفيروس معطلاً، أي مشلولاً، عند 60 درجة مئوية يصبح هذا الفيروس ضعيفًا جداً بحيث يمكن لأي جهاز مناعة بشري محاربته، عند 70 درجة مئوية يموت هذا الفيروس تماماً.

يجب على مَن يبقى في المنزل أن يستنشق البخار مرة واحدة في اليوم، إذا ذهبت إلى السوق او العمل يجري العملية مرتين في اليوم واذا كان عمله يتطلب اللقاء ببعض الأشخاص أن إستنشاق البخار 3 مرات في اليوم.

شكر واجب

الحمد لله ثم الحمد لله، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد إلى منتهاه.

الحمد لله ولا زلت أتعافى من آثار كورونا، فالحمد لله على كل حال، صاحب الفضل والمنّة على عباده. ولا تنسونا من دعواتكم الصالحة.

وأسأل الله أن يغفر ذنوبنا، ويغسل حوبتنا، ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين في كل مكان، ويرحم أمواتنا وأموات المسلمين يا رب العالمين.

ولا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان لكل من تواصل معي عبر الوسائل المختلفة، وأصدقائي ومن أعرف، ومن لا أعرف، (فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله) وأعلم أنكم جميعاً أصحاب فضل، فشكر الله لكم، وحفظكم ومن تحبون من كل سوء، وكتب لنا جميعاً العفو والعافية، والصحة الدائمة، والأجر والمثوبة.
لا أنسى أهل بيتي ابي وامي اللذان أرجعاني لايام طفولتي وزوجتي، وإخوتي، وعائلتي الكبيرة، وأقاربي، فلم يقصّروا لحظة في الاطمئنان عليّ، والدعم بالدعاء، فجزى الله الجميع خير الجزاء.

آخر الأخبار