هنا العراق : كيف سيتأثر العراق من الانسحاب الاميركي من سوريا

 

محمد شفيق

تخشى العديد من الاوساط الامنية والسياسية ان ينعكس الانسحاب الاميركي على العراق بشكل سلبي اذ قد يؤدي هذا الانسحاب بحسب خبراء امنيين الى فراغ امني في الداخل السوري قد يتمكن تنظيم داعش من استغلاله في العودة بالسيطرة على الشريط الحدودي المشترك العراقي السوري والبدء بشن هجمات مسلحة ضد الداخل العراقي.

الفراغ الذي ستتركه القوات الاميركية عند الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، لن تستغله الجماعات الإرهابية فحسب بل قد يخدم الميليشيات الايرانية العاملة بين العراق وسوريا في تحقيق ابرز اهداف طهران في احكام السيطرة على العواصم العربية الأربع “صنعاء، بغداد، دمشق، بيروت”، المحطة الأخيرة للصراع الايراني العربي، في منطقة الشرق الأوسط .

وهنا يثار تساؤل مهم من الذي سيتولى حفظ التوازن فيما يتعلق بالصراع على الارض السورية بعد انسحاب الجيش الاميركي ؟ والاجوبة يصعب التكهن بها فهي عديدة .
لكن لنفترض جدلاً وبحسب اقرب التوقعات هو ان يحل الجيش التركي بدل الجيش الاميركي وهذا التوقع ان حصل فذلك يعني ان المنطقة مقبلة على تلقبات سياسية وامنية جمة, فانقرة حليفة لطهران في ملفات ومتقاطعة معها في ملفات اخرى اذ قد تتفق انقرة مع طهران على سحب الدعم الايراني المقدم لعناصر ال pkk في سنجار العراقية على ان تسمح انقرة باطلاق يد طهران وميليشياتها العاملة في العراق وسوريا باتجاه تحويل الحدود العراقية السورية الى ممر امن لعبور المقاتلين والاموال والاسلحة من طهران باتجاه العراق مرورا بسوريا وصولاً الى حزب الله وميليشيات الحوثي في اليمنىايضاً قد تكون بوابة لصعود تيارات وهبوط اخرى, ففي الوقت الذي وصفت فيه ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”, الانسحاب الاميركي من سوريا بالخيانة, كشرت تركيا عن انيابها , وكشفت للعالم نواياها, حيث ادعت انها ستدخل قرية “هجين” لتدمير بقايا المتشددين, وهي على دراية ان قوات “قسد” تروم الدخول الى المدينة, اي يمكن القول ان انقرة تريد نقل المعركة مع الكرد من جبال العراق, الى سهول سوريا المنبسطة حيث يسهل اصطياد الافراد فيها, في حين تشير التوقعات الى ان قوات سوريا الديمقراطية قد تلجأ الى النظام السوري للقتال تحت امرته, والارتماء في الحضن الايراني, خوفاً من هجوم تركي وشيك.

اما العراق فحاله ليس افضل من حال سوريا وهو يبتعد من ناحية القرارات السياسية شيئاً فشيئاً من القرار العربي رغم الجهود العربية الكبيرة خصوصاً من قبل المملكة العربية السعودية , لاعادته الى حضن العروبة المسلوبة, فالمخاوف من حدوث هرجٍ ومرجٍ ليست مستبعدة, وعلى الرغم من وجود بعض القوات الاميركية, وجهاز امني عراقي قوي مثل مكافحة الارهاب, إلا ان نفوذ الميليشيات الموالية لطهران يبدو اوسع واكثر تنظيماً وهو ماقد يجعل تاثير الانسحاب الاميركي المفاجئ من سوريا كارثياً على الساحة العراقية داخلياً واقليميا

ايضاً المناطق ذات الاهتمام المشترك بين بغداد واربيل ستزداد نيرانها توهجاً, فالكرد قد يلجأون التموضع مجدداً بالقرب من حقول كركوك, الامر الذي سيجعل تركيا تتوغل وبشكل فوري داخل الاراضي العراقية بحجة حماية الاقلية التركمانية.

اذا تتوقع قيادات عسكرية عراقية رفيعة المستوى ان يتأثر , العراق بشكلٍ او باخر بالانسحاب الاميركي من سوريا لان ذلك سيزيد من الحركة العسكرية في المنطقة , فالارض ستصبح خصبة لداعش لاعادة لملمة اوراقه المبعثرة غرب العراق وشرق سوريا,

وقد لايختلف اثنان على ان قرار الانسحاب الاميركي من سوريا اختباراً حقيقياً جديداً يصاف للاختبارات العديدة لحكومة عادل عبد المهدي والتي ينتظر ان يقدم اداءاً متوازناً فيها ، اداء يشكك الكثير من المتابعين في ان تتمكن الحكومة الحالية من تقديمه بالصورة المطلوبة في ظل عجز الحكومة الجديدة من التعامل مع ابسط ملفات هذه الاختبارات وهو ملف ارضاء الكتل السياسية واستكمال التشكيلة الحكومية ناهيك عن عجز رئيس الحكومة ومنذ اكثر من خمسين يومياً من عقد اي لقاء او تفاهم مباشر مع اي شخصية مؤثرة من ادارة البيت الابيض على الاقل لطلب تمديد مهلة اعفاء العراق من العقوبات الاميركية على ايران

تنويه .:. شاركنا بتعليقك .

آخر الأخبار