ايام التيه… ضياء واجد المهندس يكتب

تحياتنا الخالصة …
تابعت جزء من لقاء وزير سابق للتعليم العالي واحد قيادات حزب الدعوة والذي اكد ان القادم اسوء، وبالرغم من قلة لقاءاتي به ، الا انه من الذين تميزوا بقوة القرار في الوزارة وعدم تاثره بالمؤثرات الخارجية، و ما يؤخذ عليه انه وضع مركز الوزارة بمن ضيعوها و وزع الجامعات على شخصيات بعضها لايستطيع ان يدير نفسه ، وبقت الوزارة بعده مسجلة حصريا” بتاثيره لان من اتى بعده كان جسمه في الوزارة و عقله مع النفط وجولات التراخيص الذي سلمها الى الوزير السابق الذي كانت عينيه على الكرسي وظهره على الوزارة و دارت الوزارة ذات الحاشية فاضاعت الوزارة والتعليم العالي …
قلنا منذ سنين ، ان العراق منذ ٢٠٠٣ دخل عالم التيه مثلما دخله اواخر ايام العباسيين منذ اكثر من ٧٠٠ عام حيث سقوط بغداد على يد هولاكو وعندها كان الحنابلة والشوافع يتجادلان الى حد العراك بالنعل على وجوب الاجهار بالبسملة او اخفاءها في امامة صلاة الظهر ، وكان الخليفة العباسي يتأمل جواريه اللاواتي تجاوزن الالف والذي لم يراهن بشر ولم يطلع عليهن الشمس والقمر و كان يصهر في ذهب الخراج والزكاة في نهر في اقبية تحت قصره على دجلة التي امست بعده مقبرة لكتب الاداب والفلسفة والشعر والتفاسير والعمارة ووووو…..استعارت احد الصديقات الامريكيات رأينا في ايام التيه،( وهي فلسطينية الاصل وسبق لها دراسة هندسة العمارة في العراق ) على تفسير اهل الكهف ، فهي تعتقد ان التفسير المتداول لقصة اهل الكهف قاصر، لان الله ليس بحاجة الى اثبات قدرته في اماتة فتية مؤمنين به لاكثر من ٣٠٠ عام ثم يحييهم و يعيدهم لدورة الاحداث ليبرهن وجوده وقدرته ، وتذهب صديقتنا الى ان العبرة من قصة اهل الكهف تكمن في ان الله يغير الامور بارادته وان خشية الفتية المؤمنة من بطش السلطان الكافر الظالم دفعهم للاختباء وليست المواجهة وكانوا ينتظروا تغيير حكم الكفور والجور من الله دون ان يفعلوا ارادتهم و يقلبوا دفة الطغيان بقوة الله وسنده …الخلاصة ان الله أمنهم في كهف لثلاث قرون بحياة رتيبة لم يحسو قيمة الزمن والعالم الذي حولهم حتى قرروا في يوم ان يبعثوا شخص منهم الى السوق، فراوا ارادة الله حيث غير الحكومات واحياهم من حيث لا يشعرون ..لقد اصبحو العراقيين من اهل الكهف ل ٧ قرون من دون ان نعرف شيء عنهم وعن حضاراتهم واسهامهم في مسيرة البشرية سوى انهم كانوا ملعب للمغول والتتر والسلاجقة والبويهيين والصفويين والعثمانيين حتى جاء الانكليز ..لقد اسقطت صديقتنا نظرية ايام التيه على موسى وقومه و مثلها ممكن ان نضع ايامنا من ايام التيه الربانية حيث تمضي ايامنا ونحن في حياتنا تائهون…لازال دستورنا ،دستور مكونات لا دستور مواطنة ، ودولتنا دولة محاصصات وليست دولة خبرات وكفاءات ، وحكومتنا حكومة مزادات و ولاءات وليست حكومة استثمارات وخدمات …
الى متى سيبقى البعير على التل..؟؟؟؟؟!!!
الى متى سيكون لمصائبنا حل؟؟؟!!!
لنا وللعراق الصابر ..
الله القادر القاهر..
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

آخر الأخبار