أطفالنا وأطفالهم.. والمستقبل حُسِم لهم!

زينب فخري

 

ممَّا لا شكّ فيه أن سلوك الآباء مع أطفالهم له أثر جمّ على بناء شخصيتهم المستقبلية؛ فكم من طفل أصبح عالماً بتشجيع أهله ودعمهم! وكم من طفل غدا مجرماً يعاقب المجتمع على فعل اقترفه أبوه أو أمّه في طفولته!
بالأمس ماتت الطفلة “رهف” البالغة ست سنوات بعد تعرضها للضرب والصعق الكهربائي من ذويها.. وانتشرت قصَّة “رهف” بعد ورقودها في المشفى، وهي مصابة إصابات بالغة.. لكن كم من طفلٍ يتعرض للتعنيف والضرب غير مبرر ولا علم لنا به؛ لأنه لم يرقد بعد في المشفى أو ليس هناك مَنْ يبلغ عن معاناته!
وفي الجانب الآخر هناك آباء تمادوا مع أبنائهم في التساهل بتنفيذ رغباتهم التي هي بمثابة وضعهم على أول عتبة الانحراف والإدمان، ففي مقطع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شاهدنا طفلة لا تتجاوز الأربع سنوات تدخن الاركيلة بشكل احترافي وتخرج الدخان من فمها وأنفها بطريقة سبق أن شاهدتها بأفلام أبطالها مدخنين الحشيشة!! والأب هو مَنْ صور مقطع الفيديو وينشره متباهياً بفعل ابنته.. وصوت ضحكه وهو يتوسل بها لتعطيه الأركيلة ليأخذ نفساً ورفضها تسمعه بوضوح!
وفي مقطع أثار استياء الكثيرين نرى طفلاً لا يتجاوز الرابعة أيضاً وهو ممسك بقنية الخمر ويشرب منها في احتفالية رأس السنة في مكان ما من بغداد وسط جمع من السفهاء مع قهقهات متعالية!
آباء ينشرون العنف والإدمان ويعرضون أبناءهم لخطر جسيم.. آباء فقدوا أهلية أن يكونوا آباءً.. لا يدركون عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بأن زمام تربية جيل المستقبل بيدهم وهم مَنْ يحدد أيكونوا أعضاء نافعين لمجتمعهم أم مجرميه!
آباء هم مَنْ يحتاج إلى توعية ووعي وضمير!
هذا ما كان محلياً!
أما عربياً فزرع الكراهية والحقد والإساءة تسلل إلى أغان الأطفال.. إذ انتجت السعودية أغنية للأطفال مسيئة لقطر وإيران، والأغنية المتناولة هطول الأمطار في الفترة السابقة وأن تكون أمطاراً للخير على السعودية وموسماً لغرق قطر، أثارت موجة غضب عارمة بين مختلف البلدان العربية الذين عدّوا زجّ الأطفال في هذه الأمور أمر مشين للغاية!
وبنظرة سريعة على أطفال الدول المتقدمة.. ولا أقصد هنا المقارنة مع ما ينعمون به من تعليم وتربية أو مستوى التدريس فلا مجال للمقارنة، بل أعني تعامل الآباء مع أبنائهم والرقي في ذلك وسعة الصدر في تقبل كل ما يصدر منهم بل أن الحوار بين الآباء والأبناء -وكما ينشر في الكثير من المواقع- يشير إلى معاملتهم كشخصيات ناضجة وواعية، فالآباء لا يضعون أنفسهم في درجة أقل ولا يبدون كأطفال لفهم تفكير اطفالهم بل يجتهدون بالتفكير جدياً للإدراك ما يجول في خواطر أبنائهم!
تربية مبينة على أسس التسامح والمحبة وتقبل الآخر والعمل التطوعي والمشاركة الفعالة في نشاطات المجتمع! يدركون تماماً مدى تأثير هذا التعامل الايجابي على شخصية الطفل وتكونه مستقبلاً إنسانياً.
فالمستقبل حُسِم لهم فهنيئاً لهم!

آخر الأخبار