“هنا العراق” تدخل عزيز بلد وتكشف الوجه الآخر للتحرير “الانتقام”!

#محمد_شفيق

نحو ساعة ونصف هو الوقت الكافي لوصول ناحية عزيز بلد الواقعة على نهر دجلة في محافظة صلاح الدين شمال العراق، اذا كنت في بغداد.

لكنك حينما تصل الى الناحية، ستصدم بإجراء غير مسبوق من قبل الشرطة الاتحادية العراقية التي ترفض دخول اَي شخص مالم يكفله “مختار” المنطقة شخصياً، وعند استحصال موافقته، ستكون مرغماً على تسليم هوية الأحوال المدنية للحصول على “باچ” اَي بطاقة دخولٍ خاصة تمكنك من التجول بحرية داخل عزيزي بلد من دون اَي معوقات قد تتعرض لها من بقية نقاط التفتيش داخل المنطقة .

 وما ان بدءنا المسير بعجلتنا الخاصة ، ودخلنا عمق الشارع الرئيس في عزيز بلد “المحررة”!، حتى بدءت الحقيقة تتكشف الا وهي (الوجه الآخر للتحرير)، وهو التدمير العشوائي لمنازل سكان المنطقة الذين نزحوا بأمر من الأجهزة الامنية خوفاً عليهم من داعش، ليعودوا بعد ذلك ويجدون إرهاباً من نوع اخر ، وهو “التدمير الممنهج لمنازل أهالي بلد”، من قبل مجاميع مسلحة تدعي انها القوة الساندة للجيش العراقي ضد الارهاب، بعد سرقة جميع محتويات المنازل من (اثاث، واجهزة كهربائية، مفروشات، موبيليا) الخ… في هذا الفيديو الحصري لوكالة ” هنا العراق” الاخبارية ستشاهد أيها القارئ منظراً يشخص الإبصار ، ويسرع نبضات القلب، ويثير الاستغراب والجنون من هول الدمار الذي لو شاهدته بأم عينيك ستعتقد انه بفعل زلزال لا بفعل بشر (انظر بنفسك)👇

وبعد الجولة الميدانية داخل عزيز بلد، جلسنا في خيمة الشيخ (م.م)، للتحدث معه حول حقيقة ما جرى ، وأخبرنا الشيخ (م.م) ، انه منذ عام 2014 حتى عام 2019, لم يدخل اَي ارهابي من داعش للقضاء او يستقر فيه، باستثناء خرق واحد سببه القوات الأمنية العراقية التي جردت عشائر الناحية من السلاح ،وفسحت المجال امام داعش لدخول الناحية وتدمير منزلين فقط لمنتسبين في اجهزة الامن العراقية، اما بقية المنازل التي تم تفجيرها بالكامل ، فإن من قام بذلك هو الفصائل المسلحة التي تعمل بغطاء حكومي داخل الناحية، وحولتها الى مدينة منكوبة يسكنها القطط والكلاب السائبة بدلاً من السكان الغلابة، وهنا في الفيديو التالي ستشاهد عزيزي القارئ الجانب الثاني من الناحية وبقية المنازل التي دمرت حقداً وانتقاماً من سكان مدينة لا ذنب لهم سوى انهم يسكون قرب مناطق اتخذ منها ارهاب داعش قواعد عسكرية لشن هجمات ضد القوات العراقية ، وهو براءة منهم، والغريب ان بعض هذه المنازل تعود لمنتسبين في اجهزة الامن الحالية وموظفين في الدولة العراقية ، اقدمت المليشيات على تدمير منازلهم بعد سرقتها ، وطلبت من الأهالي القول بأن داعش هو من فجرها!.

((( كذبة دخول داعش)))

وبعد تصوير هذا الفيديو انتقلنا الى منزل اخر، والتقينا ببعض وجهاء المدينة ، وأخبر الشهود وكالة “هنا العراق” الاخبارية، بحقيقة ما جرى في عزيز بلد ابان فترة داعش، فمنا من سكت وعجز عن الرد، ومنا من لم يصدق ما سمع ، ومنا طلب اعادة ما قاله الشهود، حيث أخبرونا بعدم وقوع اَي مواجهة مسلحة بين داعش والقوات الأمنية ، وان اَي عملية تحرير لم تجري في الناحية، وأنهم كانوا في صدمة ودهشة حينما يشاهدون الاخبار العاجلة على شاشات التلفاز والتي تشير الى استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش وداعش لتحرير عزيز بلد من الإرهابيين ، الذين يتخذون من منازل المواطنين حصوناً لهم ، في وقت كان الأهالي في منازلهم يجلسون، بعد ان خرجوا منها مكرهين ، حينما طلب الجيش منهم ذلك بحجة ان “ساعة الصفر” قد حانت.

(هنا العراق تكشف ان داعش لم يدخل عزيز بلد)

(((سرقة المنحة)))

مسلسل الانتقام من ناحية عزيز بلد لم يتوقف عند التدمير فقط ، بل وصل حتى التسليب العلني للأهالي، اذ اكد شهود عيان ان المليشيات قامت بالاستيلاء على منحهم المالية المقدرة بنحو (٥٠٠) الف دينار عراقي، والتي وزعت اليهم كجزء للتعويض عن خسائرهم.

(((معركة “السچة” سكة الحديد)))

اخبرنا الأهالي أيضاً بوقوع معركة غريبة عجيبة من نوعها على الطريق السريع ألذي يربط اطراف بلد بالمناطق الشمالية المؤدية الى مركز محافظة صلاح الدين ، حيث قاتلت القوات الامنية العراقية ومن يواليها من فصائل مسلحة “الهواء الطلق” ، بالقرب من (سچة/سكة القطار)، حيث ان معركة دامية وقعت هناك انتهت بضبط أسلحة من نوع ( BKC)، فقط كانت مثبتة بواسطة لحيمٍ على (سچة/سكة القطار)، ويسحب زنادها من بعيد بواسطة (أحبال) دون ان يعرض الإرهابي نفسه لخطر المواجهة المباشرة، وهو الأمر الذي ردت عليه القوات المحررة بنيران كثيفة خلفت أضراراً ودماراً هائلاً في القرى الواقعة بالقرب من سكة الحديد.

(((الخسائر والأضرار)))

وبحسب روايات شهود عيان فقد قتل ما يزيد على 100 شخص من أهل الناحية، وفقد 40 ألفاً آخرين، وتم تدمير أكثر من 3000 منزل من مجموع 3774 ، وأكثر من 600 محل تجاري، و22 مسجداً من أصل 25، فضلاً عن نحو 25 مدرسة تم تسويتها بالأرض، ودمرت جميع محطات الكهرباء، وأربعة مجمعات مائية، إضافة إلى تفجير 3 جسور حديدية”.

اما الأن فتوجد مدارس على شكل گرفانات، في حين تسكن اغلب العائلات داخل مخيمات وضعت بداخل منازلها المهدمة.

آخر الأخبار