سيداتي ..كلكن حبيباتي ..

تحياتنا الخالصة…

تألمت كثيرا” قبل سنتين عندما سمعت من احد الاصدقاء ما قاله رئيس كتلة وشخصية بارزة على المشهد العراقي بعد زيارتنا له و مجموعة من سيدات العراق : ( معقولة د.ضياء يريدنا نعطي سلطة للنساء ، هم الرجال لم يستطيعوا ضبط العراق ، راح تضبطها النسوان )..كنا في حينها التقينا بالرئاسات الثلاثة و روؤساء الكتل و الاحزاب واعضاء مجلس النواب ومعظم سفراء الدول الفاعلة في المشهد العراقي من الاتحاد الاوربي الى الايراني ..لقد ايقنت ان العقلية السياسية الحاكمة هي عقلية ذكورية تجامل المرأة ولكنها لا تقتنع بانها قادرة على تولي مهام ادارة موؤسسات البلد ..
في التسعينات كنت اذهب من كليتي ( هندسة المستنصرية ) الى سوق باب المعظم الذي لايبعد الا عشرات الامتار ، وكنت اتسوق من سيدات متقدمات في السن من ام رياض بائعة السمك التي كانت لي عبارة في استقبالها ( مشي سمچك التالف براسي ) الى ام علي بائعة المخضر ، وام كريم بائعة الفواكة ،حتى ان بائعة مخضر شابة ،كانت تقول كلما اتيت لصديقاتي البائعات 🙁 جاء ابو العجائز ) ، فكنت اقول لها : هن سيداتي وكلهن حبيباتي …
بعد ان احتجزوني الامن العامة لشهر على خلفية استنساخ كتب دينية في المكاتب التي عائديتها لي ، اول شيء ازوره بعد بيتي وبيت اهلي كان صديقاتي البائعات التي وجدتهن متشوقات لرؤيتي ، و كانت احدهن قد بكت لانها ظنت اني تعرضت للتعذيب عندما بلغتها باحتجازي والاخرى اكدت لي انها كانت تدعو لي بالشفاء والصحة لانها تظن اني راقد بالمرض، وعندما قالت الشابة المعاكسة : (اجاكن ابو العجايز ) ، قالت لها ام علي : نسواناتي كلهن حبيباتي).. الطريف انهن كلهن يظنن اني طبيب ولا يثقن بكلامي من اني دكتور هندسة وليس دكتور طب ، ولكني لاني كنت انصحهم بطبيعة التي يجب ان يتناولوه من اطعمة و وزعت عليهم اسبرين ، واعطيت لاحدهن بخاخ بدل حبوب تحت اللسان وانصحهم باجراء الفحص الشامل وكنت ارسلهن لصديقي الطبيب الذي لم ياخذ اجور معاينته وكنت قد تفاهمت واتفقت ان ادفعها بدلا” عنهن ، حتى قالت ام علي لصديقي الطبيب : د.ضياء على يديه الشفاء ، كلما يعطيني دواء اطيب …
في حياتي عشرات السيدات الرائعات ، لم تخنني او تطعني احداهن مثلما حصل مع كثير من الاصدقاء الرجال ،بل لم ارى في اوقات الشدائد التي مررت بها الا الكثير من الاخوات اللاواتي يدافعن عني ويطمئن علي وقلة من الاصدقاء الرجال المخلصين .
كانت لي صديقة فلسطينية الاصل ،امريكية الجنسية ولها جنسية اردنية في بداية الثمانينات ، تدرس الهندسة المعمارية لها اراء غريبة في التاريخ و في تفسير الاحداث القرانية ..كانت تقول ان رحماء وهو اسم امنا الاولى كما تدعي وليس حواء كما اطلق على تسميتها اليهود ،ارادت ان تنزل مع ابونا ادم الى جنة عدن في بلاد مابين النهرين لانها جبلت على حب العائلة و الابناء والبنات . تؤكد صديقتنا ان رحماء لم تخلق كما يدعون من ضلع ادم ، بل من طين خلقت منه الملائكة وبث فيها الله الروح الصبورة المعطاء …
عندما اتذكرها ، اتذكر قول ام علي وهو ابنها الوحيد : عندما يحين الحساب ،ساضع علاوي تحت عبائتي واطلب من ربي ان يكون معي حيث اكون …
لن اذهب بعد الان الى اي احتفالية للمراة ،لاجامل شخوص لا يعرفون للمراة حق قدرها وهي الجنة تحت اقدامها…
لنا ولامهاتنا واخواتنا وحبيباتنا
الله الرحيم الكريم
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

 

آخر الأخبار