الفساد .. الاربعين ملف والاربعين ألف جلاد …

تحياتنا الخالصة

 

 

ليس الفساد ان يقدم المخالف لشرطي المرور او موظف البلدية او الكهرباء او المحقق او القاضي مبالغ من المال مقابل الغاء عقوبة ( مخالفة القانون وسرقة المال العام من الغرامات ).
ولا الفساد
ان يوصف الطبيب فيتامينات لا يحتاجها المريض لانه اتفق على مناصفة ارباحها مع وكيل مبيعات الادوية او يشترط الاستاذ شراء كتب وملازم لايحتاجها الطالب ( ابتزاز واستغلال الوظيفة او المهنة )
ولا الفساد
ان يساوم الموظف الارملة او المطلقة او زوجة الشهيد في دوائر التقاعد او الرعاية الاجتماعية ويطلب المتعة لتمشية معاملتها ( ابتزاز وشذوذ اخلاقي )..
و لا الفساد
ان لا تروج معاملة اصولية الا بدفع المعلوم و يجمع الموظف الوارد اليومي من بائع الشاي في بوابة الدائرة نهاية الدوام وشرطي المرور من صاحب كشك السكائر او يدفع المدرس الطلبة طلابه الى الدروس الخصوصية ( تقصير في العمل و تعمد الروتين )…
ولا الفساد
ان لا يؤدي الموظف عمله و يقضي يومه بان يبصم بالدخول و يبصم بالخروج ( بطالة مقنعة و سرقة مال عام ) و لا يعمل الطبيب الحكومي بواجبه او الممرضة تعتني بالمرضى للدفع الى ان يذهبو للمستشفيات الاهلية ( تقصير في العمل و انحدار اخلاقي في السلوك المهني )…
ولا الفساد
ان يوصف الطبيب العلاج بطريقة مشفرة يتم شراءها من صيدلية محددة سعر الدواء ٤ اضعاف السعر الحقيقي او يجري جراح عملية لمرضى لا يحتاجوها في المستشفيات الاهلية ( الجشع وخيانة امانة )..
ولا الفساد
ان يتم الدفع بلا حياء ولاخجل بالخريجين للعمل كمدرسين محاضرين بالمجان والاموال تذهب الى الكبار من كل حدب وصوب دون مراعاة لوضعهم الاجتماعي والمالي والنفسي ، او يتم تعيين الخريجيين للاقارب وابناء المسوؤلين او من يدفع مبالغ تعادل اجور المتعيين لاربع سنوات ( ابتزاز وانعدام الوطنية والضمير )
و لا الفساد
ان يستغل الاستجواب للوزراء المقصرين ليتنفع احد النواب او من في رئاسة المجلس بتاخير الاجراءات مقابل بضعة ملايين من الدولارات او تمنح القناعة بالاجابة ( خيانة للشعب ونصب برلماني )..
ولا الفساد
ان يتبايع السياسيون على الوزارات ويصل سعر وزارة الدفاع مثلا” الى ٦٠ مليون دولار فتصبح اغذية الجيش واسلحته واعتدته و ملابسه منتهية الصلاحية وتباع القيادات والامريات والرتب وتصبح طائراتنا قديمة من مقابر المعدات يعاد صبغها ليشتريها قادتنا بعشرات الاضعاف ثم نستغرب كيف احتل داعش ثلث العراق ببضعة ايام ( انعدام الضمير وفقدان الشرف ونقص الغيرة )…
و لا الفساد
ان يتم التعاقد على مشاريع وهمية تصرف لها سلف ضخمة ثم توقف المشاريع و تختفي الاموال ، او ان يمنح البنك المركزي في مزاد العملة ملايين الدولارات الى شركات الصيرفة و تجار عملة هم اصلا” واجهات لكتل سياسية (انعدام التخطيط وسرقة المال العام )..
ولا الفساد
ان نربط العراق باليات خاسرة كجولات التراخيص او نفتح ابواب المنافذ الحدودية للبضائع الاجنبية على حساب منتوجاتنا الوطنية او نسمح باستثمار اجنبي لمشاريع تدمر مصالحنا في المطارات والموانىء ( تبديد الثروات وهدر اموال الشعب )..
ولا الفساد
ان تكون تخصيصات الرئاسات الثلاث وحماياتهم وتخصيصات مجلس النواب وحمايته وحمايات نوابه وحماية المنطقة الخضراء يشكل جزء كبير من الميزانية لو قللناه الى الثلث لانعدمت شريحة العراقيين الراقدين تحت خط الفقر والذين لا يحصلون على ٥ دولارات يوميا ( استغلال المناصب وشرعنة امتيازات غير قانونية و سرقة المال العام بشكل قانوني )…
ولا الفساد
ان يكون تمويل كثير من الكتل والشخصيات السياسي من اطراف دولية واقليمية مقابل تنفيذ سياساتهم ( عمالة وخيانة )…
ولا الفساد
ان نغرق العراق بالديون والقروض وان يكون نفطنا ملك الدائنين فنحرم ابنائنا و احفادنا من عوائده ، او نصرف رواتب ضخمة على موظفين فضائيين او مسجلين فقط على الورق ( خيانة وسرقة المال العام )..
الفساد في العراق ظاهرة مجتمعية في كل مفصل من مفاصل الحياة ، عند بائع الفواكهة والخضر عندما يغشك و عند صاحب المولدة وسائق سيارة الاجرة الى مدعي الدين …الفساد نمط سلوكي يمثل قبول ورضى المواطن بالفعل والسلوك الشاذ الخارج عن القانون والاعراف والدين ..المشكلة تكمن في تعود وتطبع وتقبل و ترسخ السلوك المادي والاخلاقي المنحرف و عدم الوقوف الجماعي ضد تداوله و الانغماس فيه ..
ان الحرب على الفساد يبدا من الذات والعائلة الى الاصدقاء والمنطقة و ( لن يغيير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ).. القضاء على الفساد قد يستغرق وقتا طويلا وحربا صعبة لان المنتفعين كثر ولكن صرامة القانون وشجاعة من يتصدى و استقطاب الخيريين و جمع المتضررين وسيادة القانون على الكبير والصغير ، الثري والفقير ، السياسي والمواطن سيجعل العراق ينطلق عائدا” من المركز الاول في قمة الفساد الى القاعدة الاساس في النزاهة والصدق والشفافية ..
عندما توسطت لاحد طلابي (وكان له خبرة
جيد في الاحصاء والحاسوب و معالجة البيانات وحاصل على ماجستير )للعمل في هيئة النزاهة لم يتم اختياره وعندما سالت صديق هناك قال لي : ما دفع…
والغريب ان احد اقربائي له ثلاث ابناء ، اثنان من الخريجين احدهم هندسة مواد والاخر علوم ارض اما الثالث ( كريم القفاص ) الذي لم يفلح في الدراسة حيث يعمل على تعيين الخريجيين مقابل مبالغ عالية لمسوؤل فان تعيينوا فبها وان لم يتعينو فيرجع نصف المبلغ لمن يخلق له مشكلة . سالت قريبي عن حال ابنائه، قال: بخير ، الخريجين عاطلين و كريم ( القفاص) معيشهم..
لنا ولك ياعراق
الله الواهب الرزاق
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

 

آخر الأخبار